أخبار مصر

لعبة فيديو جديدة ستغير طريقة دراسة التاريخ في العالم.. تعرّف على الجولة الاستكشافية من Assassin’s Creed

المصدر هاف بوست عربي

أصدرت شركة “يوبي سوفت”، مؤخراً، تحديثاً جديداً لإحدى الألعاب، من شأنه أن يغير مفهوم ألعاب الفيديو جذرياً.

ولقد أطلقت شركة “يوبي سوفت” على هذا الإصدار اسم “جولة استكشافية”، والذي يعتبر تحديثاً للعبة التسلل الشهيرة Assassin’s Creed Origins، بحسب صحيفة Sued deutsche الألمانية.

ويستطيع كل من يملك الإصدار الأصلي للعبة إضافة هذا التحديث، الذي سيصبح متاحاً بتاريخ 20 فبراير/شباط 2018 دون مقابل، بينما يستطيع أولئك الذين لا يملكون الإصدار الأصلي شراء التحديث منفرداً مقابل 20 يورو.

في الواقع، يتضح من اسم التحديث “جولة استكشافية” أنه يدور حول استكشاف شيء ما، ما يعني أنه لا يقوم على أية تحديات. ففي هذا الإصدار، لا توجد صراعات ولا ألغاز ولا أي نوع من المهام، التي يتوجب على اللاعب القيام بها. وبدلاً من ذلك، يأمل مطورو اللعبة أن يتعلم اللاعبون شيئاً جديداً.

وفي هذا السياق، أكد أحد مصممي اللعبة، جيان غوسدون، أن “عشاق لعبة أساسنز كريد يهتمون بالتاريخ كثيراً”. في هذا السياق، تدور لعبة “أساسنز كريد” حول تقمص اللاعب شخصية تاريخية والظهور في اللعبة، أو الوقوف أمام أحد المباني التاريخية التي تم الكشف عنها في إحدى مراحل اللعبة.

لا أعداء ولا ألغاز

يسلط التحديث الأخير لهذه اللعبة الضوء على الخلفية التاريخية فقط، حيث يستطيع اللاعب اكتشاف عالم اللعبة كاملاً وبكل حرية، من خلال المشاركة في 75 رحلة افتراضية مختلفة، دون الخوف من مقابلة أعداء أو مواجهة أي خطر أو التقيد بوقت محدد. وفي الوقت نفسه، لن يرى اللاعب المباني العملاقة الموجودة في اللعبة الأصلية أو يضطر إلى قطع مسافات طويلة من الصحراء.

وتجدر الإشارة إلى أن كل جولة تتكون من مجموعة من المحطات، وفي كل محطة توجد مجموعة من الشخصيات والنصوص الافتراضية، بالإضافة إلى متحدث لشرح جانب محدد بأحد المواضيع التاريخية. ففي إحدى الجولات، توضح اللعبة الطريقة التي اتبعها المصريون القدماء في التحنيط، حيث تظهر جثة رجل وقد تم استئصال المخ والأعضاء الداخلية منها.

فضلاً عن ذلك، يتناول هذا التحديث تاريخ مصر القديمة، كما يتطرق إلى الموضة والعلاقات بين الجنسين في عصر الفراعنة، أو يعرض بعض المعلومات عن الأسرة المصرية القديمة. وفي هذا الصدد، أكد غوسدون، من شركة “يوبي سوفت”، أن فريق تطوير اللعبة عمل بشكل وثيق مع المؤرخين والمتاحف؛ حتى يتم تجسيد هذا العالم القديم بأكبر قدر ممكن من الدقة.

في الحقيقة، اعتمدت اللعبة على مجموعة من المعارض الرقمية بمتحف برلين الجديد. وقد تم تزويد كل عنصر من عناصر اللعبة بمصدر جديد، يدفع عشاق اللعبة إلى المزيد من البحث. ولكن، نوه غوسدون إلى أنه لا يجب رفع سقف التوقعات بالنسبة للعبة، وقال: “إننا يجب أن ننتظر قليلاً حتى نتأكد من أن الإصدار الجديد سيلقى ترحيباً عند عشاق هذه اللعبة”.

من الممكن أن تثير اللعبة الفضول نحو القالب التاريخي

منذ سنتين تقريباً، تجري المؤرخة أنجيلا شفارتس أبحاثاً حول ألعاب الفيديو ذات البعد التاريخي. وحيال هذا الشأن، صرحت شفارتس: “إنني أتمنى أن يكون هذا النموذج الاستكشافي للعبة مجرد بداية”، إلا أن زملاء شفارتس شعروا بأن ما تقوله غريب جداً. في المقابل، أوضحت شفارتس أنه يمكن الاعتماد على ألعاب الفيديو كوسيلة لنشر العلوم الأكاديمية.

في سياق متصل، أكدت شفارتس أن ما يميز اللعبة أنها تثير الفضول نحو مادة التاريخ، معتبرة أن ملء اللعبة بمعلومات غزيرة، يفسد المتعة التي تحققها ألعاب الفيديو. ومن ثم، يعد ذلك النموذج الاستكشافي مخاطرة من مصممي اللعبة في “يوبي سوفت”؛ لأنه أخرج اللعبة عن مفهومها التقليدي.

ويقوم مفهوم اللعبة بالأساس على مواجهة مجموعة من التحديات، وبدلاً من أن يقوم اللاعب بمجابهة عدو أو حل لغز ما في هذا الإصدار، عليه أن يعير الانتباه لاكتساب معرفة تاريخية. ولهذا السبب، لم تضف يوبي سوفت الجولات المعرفية للنسخة الأصلية للعبة.

وبالفعل، حاولت مجموعة أخرى من المطورين استبدال المبادئ التقليدية لألعاب الفيديو لتعتمد على مجموعة من التجارب التاريخية. فمنذ سنتين، ظهرت لعبة “ذا تاون أوف لايت”، التي يقوم فيها اللاعب بالبحث داخل مستشفى مهجور. وتصنف لعبة “ذا تاون أوف لايت” على أنها إحدى ألعاب الرعب التي نشاهد فيها الممرات المظلمة ونسمع أصوات صرير الأبواب.

في النهاية، تبيّن أن اللعبة تجسد إحدى التجارب الصادمة الحقيقية، حيث كان المستشفى الذي ظهر في اللعبة، مصحة نفسية بالأساس خلال سنة 1938، موجودة بالقرب من مدينة فلورنسا الإيطالية. ويعيش هواة اللعبة تجربة امرأة شابة كانت في المصحة، ويتعرفون على قسوة المعاملة التي تعرضت لها.

“يوبي سوفت” تريد أن تجعل من التاريخ مادة مثيرة

في الواقع، لا وجود لهذه المرأة تاريخياً، ولكنها تروي لنا مجموعة من التجارب الحقيقة بالمستشفى، أما الشخصية التي ظهرت في اللعبة فهي شخصية وهمية.

عكس ذلك، تتمتع لعبة “أساسنز كريد أوريجنز” بأسلوب مختلف، حيث يريد مصممو اللعبة تقديم مادة التاريخ من خلال سرد أحداث الماضي. وحيال هذا الشأن، قالت أنجيلا شفارتس: “إنه يتم اختيار الأحداث التاريخية أولاً، ثم وضعها في سياق قصصي، ونستطيع بذلك تجسيد التاريخ في مشاهد، ومن ثمّ عرضه باللعبة”.

من هذا المنطلق، يعد دمج ألعاب الفيديو مع تجسيد التاريخ أفضل ما يمكن إنجازه في هذا المجال، حيث يمكّن تجسيد القوالب التاريخية اللاعبين من الاقتراب أكثر من حياة وأحاسيس المصريين القدماء. وخلال اللعبة، يجب على اللاعبين أن يدركوا أنَّ ما يشاهدونه ليس هو الحقيقة المطلقة عن حياة هؤلاء؛ لأن ما يشاهدونه يعكس وجهة نظر بعض المؤرخين وليس التاريخ الحقيقي.

مع ذلك، لا يمكن أن نتغاضى عن حقيقة أن إصدار “جولة استكشافية” استطاع الربط بين عالمين متناقضين: ألعاب الفيديو والتعلم الأكاديمي. ومن غير المستبعد أن تعتمد الجامعات والمدارس والمتاحف على اللعبة كوسيلة لإحياء مادة التاريخ.

والمثير للاهتمام أن طريقة العرض والصور المعبرة تجذب جمهوراً جديداً كان لا يهتم سابقاً بمادة التاريخ. ولعل ذلك ما أكده غوسدون، عندما قال: “إننا نريد أن نجعل من التاريخ مادة مثيرة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى