محمد رفعت: لا ننافس برامج النجوم ونجومنا هم الناس انفسهم.
* لماذا إخترت أن تكون عودتك لتقديم برنامج عن الناس البسطاء في ظل سيطرة النجوم على الظهور في كل البرامج؟
– البرنامج اسمه “حكاية كل بيت” منذ ان قدمت الفكرة للانتاج ونحن كفريق عمل قررنا التعامل مع الأمور بمنظور جديد،
والحديث عن تفاصيل حياة الناس وكل ما يتعلق بها.
وذلك من منظور مصري وعربي نغطي فيه قصص وحكايات وامور تهم كل شرائح المجتمع المصري والعربي.
* ماذا تقصد ببرنامجك توك شو بمعناه الحقيقي؟.. وهل هناك معنى آخر غير حقيقي؟
– نحن هنا في البرنامج نقدم التوك شو بمعناه الأكاديمي، وأن يكون قوام البرنامج الكلام وجوهره فعل. الجمهور وما سيقوم به من تغييرات في حياة كل أسرة .
فنحن نتحدث عن حياة الناس بالمفهوم الحقيقي ومن وجهة نظر الاسرة سواءجوانب مضيئة أو مختلف عليها.
أو حتي أمور خاطئة تحتاج التصحيح
وكل فقرات برنامجنا لها إسم يبدأ بـ”حكاية”، فمثلا فقرة الافلام التي نعرض فيها فيلما قصيرا كل حلقة اسميناها “حكاية مننا” بمعنى أنها حكاية تخصنا.
وبعد عرض كل فيلم يحدث نقاش عفوي بيني وبين زميلتي زهرة رامي لا نخضع فيه لافكار ثابتة.
ولكننا نتحدث بلسان حال الناس مع محاولة تمرير بعض المعلومات المفيدة لكل من يسمعنا و متاح للجمهور أن يخبرنا عن حكاية حدثت في حياته يمكن تناولها في فيلم لو كانت تمس قطاع كبير،
ولدينا فقرة أخري عن الفيديوهات المنزلية التي تثير الضحك سنقوم بعرضها تحت عنوان حكاية تضحك فكل فيديو سيتم عرضه من المؤكد ان وراءه حكاية أسعدت اصحاب هذا الفيديو.
لهذا فكرنا في مفهوم مشاركة السعادة واعتقد أن هذا تفكير إيجابي يخرجنا من دائرة مشاركة الفيديوهات المثيرة إجتماعيا أو التي تنشر ثقافة التلصص أو الإختلاف إلى مفهوم أكثر رحابة وإلإيجابية تجاه مجتمعنا وتفاصيل حياتنا ويوجد أيضا قسم ثالث إسمه “حكاية بنتعلمها مع بعض” وهو عبارة عن مواقف عملية نحاول فيها تقديم المعلومات الصحيحة عن هذه المواقف التي تتكرر في حياتنا جميعا.
، وهناك قسم أسمه “حكاية جملة بتتقال كثير” وإسم الفقرة يشرح محتواها فهي جملة يقولها الناس كثيرا في بيوتهم ونقوم بتحليلها ليس من منطق الصواب والخطأ، بل من منطق إلقاء حجر في المياه الراكدة وتحليل مقولاتنا المسلمة ومحاولة فهمها.
فعلى سبيل المثال جملة بالعامية “مراتي بتطبخ كويس بس أكل أمي أحلى ” أو جملة”الشبكة هدية لكن كل واحد يقدم قيمته” أو جملة “هما اولادنا احنا الاثنين ليه ابوهم ما يساعدنيش في تربيتهم”
بإختصار البرنامج تفاعلي، يكمن فيه جوهر برامج التوك الشو التي يجب ان تكون قائمة على الناس وأن ينفتح فريق الإعداد على الناس، ويجب علينا أن نقدم في البداية للجمهور الوسائل التي ستشجعهم على مشاركتنا تجربتهم.
ونختتمه بفقرة “حكاية حلوة” من طقوسنا وعاداتنا كالسبوع أو تجربة الحمل أو القاء الضوء على نماذج لأشخاص ينتمون لمجتمعنا وحققوا نجاحا كبيرا والناس لا يعرفون عنهم شئ.
* إعتدت على تقديم برامجك السابقة منفردا.. لماذا إخترت تقديمه مع شريك؟ ولماذا اخترتم زهرة رامي؟
– كما أخبرتك في بداية الحوار نحن ومنذ البداية إخترنا التغيير حتى في طريقتي، واختيارنا لزهرة قائم على فكرة أننا نكمل بعضنا البعض فانا لدي جوانب معرفة علمية بحكم الدراسة، والخبرة.
وزهرة تمثل جيل من البنات والشباب يعبرون عن أنفسهم بطرق ووسائل مختلفة ،
وهنا ستكون الفرصة متاحة للحديث والتواصل مع كل الأجيال، ووجود هذا التنوع سيخلق حالة من النقاش الحقيقي وليس المصطنع، ونحن نرتجل من خلال سكريبت اي اننا نتفق على موضوعات عامة لكننا في النهاية نظهر وكأننا نجلس في البيت، ولدينا ضيف نفضفض معه ونتحدث بعيدا عن نظرية السين والجيم الشهيرة.
* أنتم هنا تقدمون 39 فيلما قصيرا فهل ستكون مجرد فقرات درامية أم أفلام متكاملة يمكن تقديمها للمهرجانات السينمائية؟
– كما تلاحظ من اسماء صناع المشروع ستجد أننا كلنا نحمل شغف واهتمام خاص بالسينما، ونحاول في تجربتنا هذه ان ننتصر للسينما بمعناها الحقيقي.
ولا أعني هنا مهاجمة ما يطلقون عليه أفلاما تجارية، نحن ضد أن يصنع البعض فيلما على أنه تجاريا و لا يصل للجمهور أو يحقق الغرض التجاري فقط فهذا ضد الصناعة ويضر الجميع.
، فهناك موجة سينمائية نحبها جميعا وتربينا عليها هي الواقعية الجديدة كافلام محمد خان، وعاطف الطيب وجيلهم وما قدموه من تجارب مليئة بالمشاعر.
وأعد الجمهور أنه لن يجد أفلامنا تعليمية بل سينمائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
وسنقدم من خلالها وجوه جديدة كثيرة من إخراج وتمثيل وتصوير وحتى كتاب فلن أنفرد بالكتابة لهذه الأفلام بل نحن منفتحين لحماسة وموهبة أي مبدع حقيقي يقدم لنا أفلاما تنطبق عليها المواصفات الجماهيرية والسينمائية.
وبالنسبة للمهرجانات لا يوجد من يصنع أفلاما خصيصا من أجل المهرجانات نحن نصنع الأفلام كي نستمتع بها ونقدم تجارب فنية متكاملة الأركان.ويحبها الجمهور
وأنا أقول دائما أن المهرجانات الحقيقية هي التي تعتني بالافلام التي بها إخلاص في كل مراحل صناعتها.
ولو خرجت الأفلام التي سنقدمها في صورة صالحة لتمثيل السينما المصرية والعربية في أية محفل سينمائي فسنقدمها فورا.
وعموما ليس هذا هو هاجسنا الرئيسي نحن فقط نهتم بتقديم تجارب مخلصة وصادقة وحقيقية وبها كل العناصر الفنية التي لا نخجل من وضع أسماءنا عليها.
والمعني الذي أقصده يشبه البعض صفة العالمية التي يحاول البعض اقتناص لقبها.
وللشرح سأخبرك ان أسماء مثل محمد منير وعمرو دياب وعبد الحليم حافظ وأم كلثوم ويوسف شاهين ونجيب محفوظ وأخرين مثلا عالميين لأنهم قدموا قضاياهم وأفكارهم الحقيقية بلغة فنية راقية.
وهو ما يحترمه العالم فنحن هنا معنيين بتقديم أفلام تتحدث عن حالنا ومخاوفنا وأحلامنا.
والسينما تقدم للجمهور وأفلامنا بشكل عام طالما بطلها الجمهور فيمكن تقديمها في أية مكان وبأية طريقة حتى كمادة منفصلة بعيدا البرنامج.
*بالنسبة لهذه الأفلام هل ستؤلف بجوار كونك مذيع للبرنامج؟
– أنا بدأت المشروع كمؤلف لهذه الأفلام وهو ما ليس جديدا بالنسبة لي كما تعرف فأنا لدي أعمال سينمائية وتليفزيونية كثيرة وبالطبع هو موضوع مجهد جدا.
ولكنني دوما أقول إن من يخلص لمهنته لا يهتم بالجهد المبذول للنجاح فيها والكاتب المخلص لمهنته لا يجد صعوبة في الحديث عن شخص أو موضوع معين.
والفنان الكبير الراحل نور الشريف، كان دوما يقول لي في بداياتي الفنية “الكاتب يجب أن يملك وجهة نظر حتى لو كانت خاطئة” وهذه هي طبيعة الحياة وانا إستطعت إستخدام مهنتي ككاتب في حكاية قصص عن حياة الناس بشكل فني وسينمائي.
*أنتم تمزجون بين الدراما والبرنامج.. هل تعتقد أنكم قادرون على منافسة الدراما؟
– الدراما دوما هي الأكثر جذبا للمشاهدة والدليل أن الأبحاث التسويقية أكدت أنه عند صناعة الإعلانات أو الرغبة في توصيل رسالة يصدقها الجمهور فإن الإستعانة بأبطال الأعمال الدرامية يجعل الرسالة تصل أسرع ومن هنا قررنا الربط بين الإثنين لتحقيق نفس الهدف بالإضافة لتحقيق نسبة مشاهدة عاليةأيضا.
* ألا تخاف من المقارنة مع برنامج حياتي الذي كان يذاع على التليفزيون المصري في السبعينات؟
– برنامج حياتي كان في وقته نموذ براق جدا و للعلم البرنامج الأن توجد قناة لبنانية أخذت نفس فكرته وتقدمه تحت إسم الحياة دراما.
مما يعني صالحية الفكرة وجودتها لأي وقت ولكن بالنسبة لنا فلا توجد مقارنة لإختلاف طريقتنا في الطرح والتناول والتقييم ففي حياتي الموضوع يبدأ وينتهي عند الحكاية نفسها وفي المنتصف قصة ونحن لا نناقش الفيلم منتصرين لوجهة نظر ما بل نناقشه كجمهور.
فأنت عندما تخرج من السينما بعد مشاهدتك لفيلم تبدأ في الحديث عنه وومناقشته ومن هنا جائتنا فكرة الشات مع الجمهور عبر الإنترنت بعد إنتهاء إذاعة الحلقة.
وهي فكرة جديدة أيضا علي البرامج التليفزيونية وفي إعتقادي أنها لم تقدم حتي الأن وسيكون لنا السبق
* هل البرنامج سيكون أسبوعي أم يومي؟
– المتفق عليه حتى الأن هو إسبوعي، فلم نقرر بعد بصفة نهائية هل سيكون برنامجا مخصصا لوقت السهرة أم لمنتصف النهار.
ففي البداية كنا نريد تقديمه في منتصف اليوم ولكن بعد تسجيل أول حلقة ومشاهدة إدارة القناة لها تفكر الأن في عرضه كسهرة وسيتم حسم الأمر خلال عدة ايام.
وقد يصبح مرتين إسبوعيا لكنه من الصعب جدا تقديمه يوميا.
* هل هناك مواسم قادمة من البرنامج؟
– البرنامج ومنذ الإتفاق عليه لم نفكر أبدا ان نقدمه لموسم واحد، وهو قابل للتطوير والتوسع، ومرن مع تفاعل الجمهور ولدينا إتفاق مع الإنتاج والقناة أننا برنامج عائلة له صفة
الإستمرارية بإذن الله وأقصد ببرنامج عائلة أن كل العائلة
تجد نفسها فيه وأتمنى هذا ودعم الجمهور سيحدد مدى إستمراريته.
* هل ما أخبرتنا به فقط هو هيكل البرنامج أم أن هنام مفاجاءت أخرى.
– لدينا فقرة في البرنامج قائمة على الشخصيات الرباعية الأبعاد من خلال شخصيات كارتونية مدة ظهورهم دقيقة وأكثر.
وتقدمهم شركة أروما بنفس معايير هذا النوع من الفنون عالميا مثل الأرنب روجرز وبنفس التقنية وسيظهر الشحخصيتين معنا يحدثوننا ويتحركون بجوارنا ولهم سيناريو منفصل عما نقوله أنا وزهرة وأراهن أيضا علي التقارير الخارجية والتي تقدمها المراسلة رنا حسانين وهي تعمل مع أروما كمنتجة بالبرنامج. وتقدم التقارير بروح جذابة ومختلفة. إجمالا نحن نقدم محتوى تليفزيوني إصطلحنا أن نطلق عليه حكاية تليفزيونية.
*هل أنتم قادرون على منافسة أو مواجهة البرامج التي تعتمد على النجوم في جذب الجمهور؟
– نحن لا ننافس برامج النجوم.
ولدينا نجومنا بالمعنى الذي إخترناه وهم الناس الذين يعمل الجمهور من أجلهم وبرامج النجوم مطلوبة وجذابة ولكن لا يوجد ما يمنع وجود برامج توك شو حقيقية أو إجتماعية ونحن لا نتنافس نحن نكمل منطقة نشعر أنها ناقصة في القنوات المصرية والعربية.
* إلى أي مدى يؤثر البرنامج على تفرغك للكتابة؟
– البرنامج بالنسبة لي هو هدية ومنحة من الله.
فهو يعطيني تدريب دائم على الكتابة وخصوصا مع الأفلام القصيرة التي تقول عنها الشركة المنتجة أن بعضها يصلح كأفلام طويلة.
اوأفكار حلقات لمسلسل جيد.
ونجيب محفوظ قال مرة أن الكاتب يجب ان يلزم نفسه بعادة الكتابة بشكل يومي والكاتب عمله أن يكتب وحكاية كل بيت أعطتني فرصة التجويد في الكتابة وبمعايير كثيرة فبعض الأفكار التي سنقدمها قد يكون هناك تخوفات من إنتاجها بمعهايير السوق الذي قد يفضل الشعبي والاكشن والغموض بينما نحن في برنامجنا نعتمد على البشر ومشاعرهم وقصصهم.
وكما أخبرتك من قبل أننا نفتقد أفلام خان والطيب ولكن بطريقة مواكبة لعصرنا الحالي مع إعادة الجمهور للصدارة.
وهي فرصة ذهبية لي وأخرافلامي المعدية الذي قدم بطل وبطلة من جزيرة الدهب الشعبية ولقي صدى عربيا ومصريا لأننا نتحدث عن طبقة مهمشة ولكننا تحدثنا عن مشاعرهم وهو تناول جديد ونحن هنا نقول يا رب أن نستطيع تقديم تجربة مختلفة تليق بالجمهور المصري والعربي وما يستحقونه من اعمال.
* ما هي أحدث مشاريعك؟
– لدي أكثر من مشروع سينمائي وتليفزيوني وأنا منذ فترة بدأت كتابة مشاريع للتنفيذ في الوقت الذي تسمح به ظروف السوق. وحاليا أنا اعمل على مسلسل إجتماعي ضخم مع شركة اروما بيكتشرز ولدي مسلسل أخر وفيلم.
لكنني أؤجل تنفيذ كل هذه الأعمال كل هذا حتى يقف البرنامج على قدميه.
* أيهم الاقرب لقلبك وتعتبره تخصصك الطبيب أم المذيع أم السيناريست؟
– أنا اعتبر الثلاثة مع بعض الاقرب لقلبي ولا استطيع فصل نفسي عن ايا من الثلاثة فكوني مؤلف وطبيب و سيناريست يساعدني في تقديم أية برنامج أو كتابة سيناريو حقيقي من خلال تجاربي.
وهي نعمة من الله وكلها وجوه لعملة واحدة.
* العمل هنا من إنتاج شركتي أروما بيكتشرز وراديو وان وليس إنتاج محطة كبرامجك السابقة كيف تقارن بين التجربتين؟
– هناك فارق شاسع بين إنتاج هذا البرنامج وأية برنامج قدمته في حياتي ولا وجه للمقارنة وإذا جازت فستكون لصالح منتجين “حكاية كل بيت” بالطبع وأعتقد أن قناة دي إم سي تقدم برامج كبيرة إنتاجيا وهي شريك أساسي في تقديم هذه التجربة ونجاحها الذي نتمناه جميعا.
وأنا في هذا الصدد أخص بالتحية القائمين علي إدارة القناة الذين قرروا الإستثمار في نوع هام جدا من الإعلام وهو الإعلام الإجتماعي