سمير غانم بعد التكريم بهرجان القاهرة السينمائي الدولي . عشقي الاول نجيب الريحاني . عادل امام بصمة وعلامة فوق العادة
اسمه عنوان للبهجة، وأعماله دعوة «للكوميديا»، وشخصيته تدعو للتأمل، هو سمير غانم أسطورة االكوميديا «الارتجالية» فى بلدى مصر المحروسة، وهو صاحب الأسلوب المميز فى سرقة الضحكة من القلوب، وفى زرع المواقف «االكوميدية» على خشبة المسرح، وفى السينما،
البساطة هى ينبوعه المتدفق، وهى النار الهادئة التى أنضجت موهبته وعطاءه الفني، بالإضافة إلى أنه يتعامل مع فنه بحب ويسعى دائما لتقديم أعمال تضيف لرصيده النجاح، ولمشاعرنا المتعة، وللفن القيمة.
خلال الأيام القليلة الماضية انتابت جماهيره حالة من القلق، بسبب تعرضه لأزمة صحية نقل على أثرها لأحد المستشفيات الخاصة نتيجة آلام حادة فى القولون، لكنه تماثل للشفاء وبدأ استكمال أعماله الفنية التى ستعرض خلال شهر رمضان الكريم، وقد اختص «الأهرام» بأول حوار له بعد اعلان تكريمه فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى واجتيازه أزمته الصحية. والحوار مع نجم الكوميديا سمير غانم ليس مهمة سهلة فهو واسع الخبرة، يصعب معه توجيه الحوار أو السيطرة عليه، ولديه قدرة غريبة على تجاوز أى مأزق صحفي، فالكلمات تخرج من بين شفتيه بدون مكياج، ورغم هذا فالحوار معه متعة تجعل أمر إنهائه صعبا، فهو مبدع قيل فيه وعنه الكثير، فإليكم حوارى معه..
فى البداية يهمنا الاطمئنان عليك ومعرفة آخر أخبارك الصحية؟
الحمد لله أنا بخير، ومن خلال «الأهرام» أحب أشكر جمهورى الحبيب الذى لم يتوقف عن السؤال عنى طوال فترة مرضي، وأشكر أيضا أصدقائى وزملائى فى الوسط الفنى لسؤالهم عني، وحاليا مشغول فى أعمالى التى ستعرض خلال شهر رمضان الكريم، حيث أشارك ابنتى دنيا فى مسلسلها الجديد « فى الـ لا لا لا ند» كما أشارك داليا البحيرى فى الجزء الثالث من مسلسل «يوميات زوجة مفروسة أوي» وأحضر مفاجأة لعشاق الفوازير حيث انتهيت من تسجيل أول 10 حلقات من فوازير «سمورة وفطوطة» المقرر إذاعتها عبر راديو «90/90» إخراج حسين إبراهيم، ويشاركنى بطولة الحلقات الفنان عمرو عبد العزيز.
مبروك تكريمك فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى المقبل وحصولك على جائزة «فاتن حمامة التقديرية» .. ما تعليقك على هذا التكريم؟
ضاحكا جائزة من «أى فاتن حلوة!»، واستكمل كلامه قائلا: الحمد لله وربنا يسهل ونعيش لشهر نوفمبر المقبل، وحقيقى لقد سعدت جدا عندما أخبرنى الناقد السينمائى طارق الشناوى بحصولى على هذه الجائزة، التى تمثل لى قيمة كبيرة فى حياتي، ولى الشرف أن أحصل على جائزة باسم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، لأنها بلا شك قامة كبيرة فى حياتنا الفنية ورمز من رموز السينما المصرية.
هل حدث وعملت مع سيدة الشاشة فى أى أفلام سينمائية؟
للأسف الشديد لم يحدث أى تعاون فنى بيننا، لكن قابلتها مرتين فى الحياة الاجتماعية، وهى سيدة رحمها الله كانت على درجة كبيرة من التحضر والرقى والشياكة.
بمناسبة تكريمك فى مهرجان القاهرة السينمائى يهمنا أن نتوقف معك عند محطات مهمة فى مشوارك ونبدأ بالطفولة ما الذى كان يميز طفولة سمير غانم؟
قال ضاحكا «هتستغرب» لما أقولك: الهدوء الشديد، والخجل، «معرفش أعمل زيطة ولا عفرتة» وهذا الخجل ظل يصاحبنى فترة طويلة من شبابي، لدرجة إننى عمرى «ما عاكست واحدة ست»، وعندما أجد ست رائعة الجمال، ولا أستطيع أن أمنع نفسى من معاكستها، أقف بكل احترام وأقول لها: «تسمحى أقولك انتى زى القمر»! وأتركها وأمشي!
يوجد لدى سؤال محيرنى لماذا التحقت بكلية الشرطة بعد انتهائك من المرحلة الثانوية، ولم تتجه لأى معهد فنى ؟
ضاحكا هذا راجع لحبى «للشو» فملابس طلبة كلية الشرطة كانت تبهرني، وهى السبب وراء التحاقى بهذه الكلية، وأيضا لأن كل عائلتى من خريجى كلية الشرطة، ولقد درست فى الكلية عامين سعدت فيهما جدا، خاصة بحفلات السمر، والجو الذى يصنعه الطلاب داخل الكلية، وكان أستاذى فى الكلية النجم صلاح ذوالفقار قبل عمله بالفن، وكان أشيك وأحلى ضابط رأيته فى حياتي، ورغم وسامته كان شديدا جدا، والكل يخاف منه ويهابه، وبعد عملنا فى الفن كنت أذكره دائما بأيام الدراسة، ولقد تركت الكلية بعد رسوبى المتكرر فى مواد القانون، بعد ذلك التحقت بكلية الزراعة فى الإسكندرية، وهناك بدأت مواهبى الفنية تظهر وساعدنى المناخ الفنى الجميل الموجود فى الكلية.
من هم الذين تعدهم الشموع الذين أضاءوا لك الطريق، وساندوك فى مشوارك الفني؟
ربنا سبحانه وتعالى وأهلى وموهبتى فقط، لكن هذا لا يمنع حبى وإعجابى لنجوم كثيرين وقفوا بجانبى وساندونى منهم عبدالمنعم مدبولي، وفؤاد المهندس، أما العظيم نجيب الريحانى فقد تأثرت به كثيرا، وتمنيت أن أراه، أو أرى شكله وهو شاب، فهو عشقى الأول، ومن القلائل القادرين على تقديم «الكوميديا الباكية» فهو يبكيك ويضحكك فى الوقت نفسه، وحتى الآن لا أمل من مشاهدة فيلمه «غزل البنات» وفى هذا الفيلم مشهد عبقرى للريحانى يستحق عليه جائزة «الأوسكار العالمية» وهو مشهد بكائه فى أثناء غناء عبدالوهاب «عاشق الروح» هذا المشهد يمكن أن أشاهده يوميا دون أى ملل.
ما أهم ما يميز أسلوب سمير غانم الكوميدى فى الأفلام التى قدمها؟
فى البداية لابد أن يعلم الجميع أن «الكوميديا» موهبة وروح، وأهم ما يميزني، تقديمى «كوميديا» غير متوقعة للجمهور والمخرج الذى أعمل معه، بمعنى مفاجأتى للمخرج الذى أعمل معه بإضافة «افيهات» وليدة اللحظة، هذه «افيهات» لا تكون مكتوبة، ولكنى التقطها من «رد فعل» الزميل الذى يقف أمامي، فمثلا فى أثناء عملى مع المخرج العظيم «بركات» فى فيلم «حسن بيه الغلبان» كنت أفاجئه فى أثناء التمثيل بإضافة «افيهات» غير مكتوبة، والرجل من عظمته كان يضحك ويتركنى أعمل ما أريده، كذلك حسن عبدالسلام فى المسرح، فمثلا دخولى فى مسرحية «المتزوجون» لم يكن متفقا عليه، وحسن عبدالسلام نفسه فوجئ بهذه «الدخلة» والحمد لله أن الكوميديا التى قدمتها «عايشة» حتى الآن.
ما الفرق بين «كوميديا» عادل إمام وسمير غانم؟
عادل أستاذ كبير، وفى السنوات الأخيرة كسر القاعدة واستطاع الجمع بين تقديم االكوميديا والتراجيديا، بنفس القوة والنجاح، وهذه مسألة صعبة، لكن لأن بداخله «كوميديان« خطيرا فهو يستحضر الكوميديان بداخله فى أصعب اللحظات التراجيدية ويقدمها بشكل متفرد، خاص به وحده، «الكوميديا» عندى شاملة بمعنى قدرتى على تقديم جميع الأشكال الكوميدية، بما فيها كوميديا الحركة .
هل تتذكر أول عمل فنى قمت بأدائه وكان سببا فى شهرتك؟
اسكتش «دكتور الحقنى» من تأليف صديقى عادل نصيف، وهو يعمل حاليا فى الخارج، هذا الاسكتش الذى قمت بتلحينه، كان «وش السعد» علينا، بعد ذلك كونا فرقة «ثلاثى أضواء المسرح» وقام المخرج محمد سالم بتصوير «دكتور إلحقنى» وحقق نجاحا كبيرا، حتى أن الجميع كان يطلق علينا فرقة « دكتور إلحقنر» بعد هذا «الاسكتش» قدمنا «اسكتش» آخر بعنوان «كوتوموتووووو يا حلوة» الذى حقق لنا وجودا فنيا وانتشارا كبيرا فى كل مكان، وبالمناسبة كل «الاسكتشات» التى كانت على الإيقاع من تلحيني.
هذا عن أول عمل غنائى ماذا عن أول فيلم سينمائى؟
أول فيلم كان عام 1964 بعنوان «آخر شقاوة» إخراج عيسى كرامه الذى لفت نظره النجاح الكبير الذى حققناه فى التليفزيون والحفلات، فقدمنا فى فيلمه الذى قام ببطولته أحمد رمزي، محمد عوض، حسن يوسف، وحقق نجاحا كبيرا، وكان أجرى فى هذا الفيلم خمسين جنيها.
ما أهم الأفلام التى تعتبرها علامات بارزة فى مشوارك الفني؟
كثيرة لا تحضرنى حاليا، وأخشى أن أذكر لك أفلاما وأنسى أخري!.
وبعد إلحاحى فى السؤال؟!
قال ضاحكا : «خد عندك فى البدايات قدمت أفلاما كوميدية بسيطة مع نجوم السينما اللامعين ومن هذه الأفلام «صغيرة على الحب»، «شباب مجنون جدا»، «مدرسة المشاغبين»، «24 ساعة حب»، «خلى بالك من زوزو»، «أميرة حبى أنا»، «شبان هذه الأيام»، «فى الصيف لازم نحب» «البعض يذهب للمأذون مرتين» «أذكياء لكن أغبياء»، «حسن بيه الغلبان» «الرجل الذى عطس» «الجواز للجدعان»، «سمورة والبنت القمورة»، «يارب ولد» «تجيبها كده تجيلها كده هى كده» «رمضان فوق البركان» «نوع من النساء» وغيرها الكثير.
ما المواصفات التى يجب أن يتمتع بها مخرج الأفلام االكوميدية؟
أهم شئ يكون «دمه خفيف» واستطرد ضاحكا : «مصيبة سودا» لو مخرج «دمه تقيل» قام بإخراج فيلم كوميدي، لو حدث هذا «عليه العوض» فى الفيلم، وثانيا يجب أن يكون لديه حس «كوميدى» عال فى شخصيته وروحه، وعنده ثقة فى النجم الذى يديره، ويقوم ببطولة فيلمه، وأخيرا يجب أن يقوم المخرج «بتدليع» النجم الكوميدى حتى يدخل فى «مود حلو» فيقدم أفضل ما عنده.
من أهم نجوم الإخراج الذين يتمتعون بخفة ظل واكتشفتها فى أثناء عملك معهم فى أفلامك الكوميدية؟
للأمانة كثير، منهم وأهمهم الأخوان محمد وعمر عبدالعزيز، والآن أحمد الجندى فهذا الشاب لديه طاقة «كوميدية» مرعبة، و«سنس» عال تجاه الفن االكوميدى.
هل سعيد بمشوارك السينمائى أم السينما ظلمتك؟
سعيد بمشوارى السينمائى جدا، والسينما لم تظلمنى، فقد قدمت فيها مجموعة كبيرة من الأفلام االكوميدية التى رسمت البسمة على وجوه الناس ودخلت كل البيوت المصرية، ويكفينى فخرا أن الجيل الحالى من «المضحكين الجدد» يحفظون عن ظهر قلب «افيهاتى» التى قلتها سواء فى الأفلام أو المسرح، وفوجئت بأحدهم عمل دراسة لكل أعمالي، ويتابعها بدقة.
هل تتابع ممثلى االكوميديا الجدد؟
طبعا ويعجبنى جدا «الولاد» الذين قدمهم الفنان أشرف عبدالباقى فى «مسرح مصر» خاصة على ربيع الذى يعجبنى «استيله» جدا فى الكوميديا، وحمدى الميرغنى «تحفة».
أخيرا ما رأيك فى المشهد السياسى الحالى؟
بسرعة قال: ابعدنى عن السياسة، لكن كل ما أستطيع أن أقوله ربنا يحمى البلد من العين، ويحمى المسئولين عنها، وربنا معاهم، ويقدروا يوصلونا لبر الأمان، ويطلعوا بالبلد لأعلى مكانة، لأن مصر تستحق أن تكون «درة»
المصدر. . الاهرام