عاجل جداً … مطلوب من وزير السياحة في مصر

هذه قصة يجب أن يقرأها وزير السياحة المصرية شخصياً !
كتبت ريم حيدر:
في لبنان مكتب سياحي إسمه “فايف ستارز” يملكه رجل أعمال إسمه حسن ضاهر. هذا المكتب يعتبر من بين أبرز مكاتب السياحة التي تنظم مئات الرحلات السياحية الدورية الى عدة دول أبرزها مصر. نعم، وكأن هذا المكتب هو الممثل الشرعي لمكاتب السياحة المصرية. ففي كل أسبوع هناك رحلة من بيروت نحو شرم الشيخ ومختلف المناطق السياحية المصرية. وفي فصل الصيف هناك عشرات الرحلات اليومية الى شرم الشيخ. وفي عزّ الأزمة السياحية المصرية، دأب حسن ضاهر وزوجته وولديه على تنظيم الرحلات باتجاه شرم الشيخ، بأحسن الشروط وأفضل الأسعار، ليغري الزبائن بالسفر الى مصر. وكان الموظفون يقنعون الزبائن بشكل وبآخر أن مصر بخير، وأن الشعار الاساسي للشركة “أحلى دوا شمّ الهوا” إنما هو معمول لمصر، وللبحر الأحمر وشواطيء شرم الشيخ في مصر. كل مناسبة، يكون لمصر أكبر حصة من السيّاح اللبنانيين، وعن طريق شركة “فايف ستارز”، بشهادة شركة مصر للطيران وشركة “الميدل إيست” اللبنانية. منذ ثلاثة اشهر، جاء الى لبنان شخص إسمه ياسر زايد، إتصل بصديق صحفي لبناني وطلب منه أن يعرّفه على أصحاب المكتب الأكثر شهرة بتنظيم الرحلات والتعامل مع فنادق ومنتجعات شرم الشيخ. فقالوا له هو مكتب واحد عنده مفتاح شرم الشيخ، وكل فنادقها ومنتجعاتها، وهو الأكثر شهرة بعلاقته مع شركة مصر للطيران وشركات الطيران. وصل السيد ياسر زايد الى مكاتب “فايف ستارز” الفخمة في شارع الحمراء في بيروت. تعرّف إلى المدير وأصحاب الشركة، وعرض عليهم أنه يريد أن ينظّم مهرجاناً سياحياً في عيد الفطر في شرم الشيخ. وأنه مكلّف من وزارة السياحة المصرية بمثل هذا النشاط، لتنشيط السياحة في مصر، وهي ستتكفّل بأجور الفنانين. أعجبت الفكرة السيد حسن ضاهر وولده مدير الشركة، وأجاباه فوراً معك على طول الخط. سألاه، ما المطلوب؟ قال المطلوب أن نحجز طائرات على خط بيروت شرم الشيخ مع مصر للطيران، وأنا عندي سعر مخفّض جداً للطائرات والفنادق. ستبيعان بطاقات الرحلة شاملة “تذكرة السفر، والوحبات، وبطاقات لحضور ثلاث حفلات غنائية لكلّ من الفنانين فارس كرم ونوال الزغبي وملحم زين”. وقبل أن يسألاه عن تكلفة هذه البطاقات لحضور الحفلات الثلاثة، قال لهما، وزارة السياحة تتكفّل بهذا المشروع، وهي تموّل أجور الفنانين. إتفقا معه، وطلب دفعة مالية أولى من ثمن المشروع. وطلب منهما أن يضعا مبلغا وقدره حوالى 75 ألف دولار أميركي بحسابه في شركة مصر للطيران. بالفعل ذهب السيد حسن ضاهر، ووضع هذا المبلغ في مكتب مصر للطيران في بيروت، كدفعة على الحساب. وتعهّد ياسر زايد بتأمين تذاكر السفر، وعقود حجز الغرف في الفنادق في شرم الشيخ بأسعار مخفضة ومدعومة من وزارة السياحة. بما معناه، يبيع ياسر زايد التذكرة والغرفة وبطاقات الحفلات الثلاث بمبلغ من المال للشركة السياحية “فايف ستارز”، ويقوم مكتب “فايف ستارز” ببيع هذه البطاقات للزبائن، بعد إضافة أرباحه البسيطة عليها. بعد أيام عاد ياسر زايد وطلب مبلغاً أضافياً من المال، ويقول السيد حسن ضاهر، قلت له أن يحضر لنا حجوزات الفنادق وعقود الفنانين لنبدأ بالبيع على المضمون. فالخوف ألا تكون هناك حجوزات غرف كافية، فنقع بالخطأ، وسمعتنا كمكتب ستتعرّض للتشويه. هنا، بدأت المراوغة. أحضر في البداية حجز عدد قليل من الغرف في بعض الفنادق. وعددها لم يكن كافياً أبداً. ووعد بحجوزات قادمة، ولم يأتنا بها. ثم طلبنا منه العقود مع الفنانين، فلم يحضر أي عقد، وبطريقتنا الخاصة، تواصلنا مع الفنانين، وسألنا الفنان فارس كرم والفنانة نوال الزغبي، علمنا أنهما وقعا عقديهما معه، دون أن يدفع ياسر زايد لهما أي مبلغ كدفعة أولى. أي أنها عقود بلا مفاعيل قانونية ملزمة. وهم قالوا أنه وضع بنداً يدفع بموجبه نصف المبلغ قبل السفر، والباقي قبل الحفل عند الوصول الى شرم الشيخ. وعندما طلبنا منه إبراز ما يثبت أن “مهرجانه المزعوم” برعاية وزارة السياحة وتمويلها حسب قوله، أبرز لنا خطاب رعاية من وزارة السياحة المصرية، لكنه مذيّل بعبارة “الرعاية لا تلزم الوزارة بأي تمويل أو إلتزام”. عندها تسرّب الشك إلينا، وأمام إلحاحنا عليه بتقديم الإثباتات، تملّص من الإتفاق، وأعلمنا أنه سيلغي الحفلات إذا لم ندفع له مبلغاً آخر غير الذي دفعناه له في شركة مصر للطيران. وبالفعل، غادر لبنان، وألغى كل شيء، دون أن يهتم لتبعات هذه العملية المشبوهة، على مصداقية وزارة السياحة المصرية، والمصلحة السياحية لمصر. واليوم سمعنا أن شركة مصر للطيران، وبناء على طلبه، ستدفع له المبلغ الذي دفعناه لها في بيروت (أي 75 ألف دولار أميركي). وهو يدّعي أنه مبلغ دفعه بنفسه للشركة. ويشهد موظفو مكاتب بيروت أنهم قبضوا المال مني شخصياً. والأهم من هذا، من أين جاء بمثل هذا المبلغ أساساً ليدفعه في بيروت؟ فهل أحضره معه من مصر دون التصريح عنه؟ أم أنه له حساب مالي في مصارف بيروت؟
ما هذا الذي يجري في مصر؟ وهل يمكن للسياحة في مصر أن تزدهر بهذا النوع من التعامل؟ وهل يجوز أن تترك وزارة السياحة مثل هؤلاء الأشخاص يعبثون بأمن مصر الإقتصادي في وقت هي أحوج ما تكون للتعامل الرصين والجدّي بموضوع تنشيط السياحة العربية في مصر؟ بعدما بدأ الأوربيون يشنون هجوماً إقتصادياً مبرمجاً على السياحة في مصر؟ لماذا تريد شركة مصر للطيران أن تتضامن وتساند شخصاً سجلّه في مصر وفي لبنان حافل بالشبهات، بدءاً من عملية إبتزاز قام بها تجاه الفنانة اللبنانية نايا منذ عدة سنوات، وهو لم يدفع أتعاب المحامين حتى الآن. وإنتهاء بعملية إقامة حفلات وهمية في شرم الشيخ منذ سنوات مع لبناني آخر من آل عثمان، وهو في حينه أيضاً ألغى الحفلات بعدما تقاضى منه مبلغاً من المال، وغادر لبنان بلا مبرّر.
المدعو ياسر زايد، شخص عليه الكثير من القضايا والشبهات في لبنان، وكلها في مواضيع تمسّ السياحة في مصر. وما زال يمارس هذه العمليات المشبوهة بإسم وزارة السياحة. إن مصر للطيران مطالبة بتحقيق شفاف وحقيقي وواضح، من الذي دفع المال في بيروت، ولماذا يريد أن يأخذ هذا المال، طالما هو لم يقم بأي عمل ولم ينظّم أي حفل. ولماذا تطلق وزارة السياحة المصرية يده ليحمل إسمها ويدّعي أنه تحت رعايتها، وهو دائماً ينهي عمليته بهذه الطريقة المشبوهة؟
وزير السياحة المصري، مطالب شخصياً بمتابعة هذه القضية، خصوصاً أن حسن ضاهر أحد أكثر اللبنانيين نشاطاً على خط بيروت مصر السياحي. فهل تخسر مصر مثل هذا الشخص الذي يدعم سياحة مصر، لتسمح لشخص مثل المدعو ياسر زايد، يقوم بهذه العمليات بإسم وزارة السياحة المصرية؟ خصوصاً متى علمنا أن المكاتب السياحية التركية، بدأت تدخل على الخط لتجعل مكاتب السياحة اللبنانية تتعامل مع خط تركيا السياحي وبتسهيلات كبيرة ومغرية.
إن اللبناني معروف منذ سنوات طويلة، أنه يعشق مصر، والسياحة اللبنانية في مصر، لا تحتاج لبرهان ولا إحصاءات، ومكتب “فايف ستارز” ليس بحاجة لشهادات بنشاطه على الخط المصري. لأنه رغم كل هذا الحاصل، يقوم حالياً بتنظيم حفلات فنية في شرم الشيخ لعيد الأضحى المبارك القادم. فهل تريد مصر أن تخسر مثل هذا المكتب السياحي الكبير، لتتيح للمدعو ياسر زايد أن يحقق مراده المسيء لمصر والسياحة المصرية؟ المطلوب أمر بسيط جداً، أن تعيد مصر للطيران في بيروت المال لمن وضعه في حسابها أي حسن ضاهر صاحب شركة “فايف ستارز”، وأن يفتح وزير السياحة المصرية تحقيقاً بهذا الموضوع. وليكن القضاء المصري العادل هو الحكم. وإن لم يحصل هذا، فستكون مصر قد خسرت نصيراً سياحياً كبيراً دون مبرر أو سبب وبدون ثمن.



